تقع مدينة لمطة على بعد حوالي 12 كلم جنوب مدينة المنستير مركز الولاية وتعرف هذه المدينةالهادئة باسمها القديم ليبتيس او ليبتيمينوس وهي مدينة اثرية بامتياز باعتبار قيمة الموروث التاريخي الذي تحويه أراضيها.
ولعل الظاهر من اثارها والموجود حاليا في المتحف الذي انشئ سنة 1992 لا يعدو ان يكون سوى قطرة من فيض لم تكشف عنه الحفريات الى حد الان لأسباب خفية ويود الاهالي ان تقوم المصالح المعنية بايلاء مدينتهم العناية التي تستحقها حتى تأخذ مكانتها كأبرز مدينة اثرية في تونس مازالت مختلف معالمها الاثرية قائمة الى حد الان ولكنها غير جلية وأسست مدينة لمطة الاثرية وفق بعض الكتب التاريخية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد على ايدي بعض البحارة القادمين من فينيقيا والذين جعلوا منها في ظرف وجيز احد اهم المراكز التجارية في البحر الابيض المتوسط وقد عرفت بإنتاجها لزيت الزيتون خاصة ومازالت اثار الميناء الحربي لمدينة لمطة قائمة الى حد اليوم ولو ان الناظر لا يستطيع تحديدها بوضوح ويتطلب ابرازها اهتماما كبيرا ومجهودا اكبر من قبل السلط المعنية.
وتعد المعالم الاثرية بمدينة لمطة متنوعة وهي تنحصر اليوم في قصرها الواقع على البحر والذي مازال يحافظ على ابرز خصوصياته وكذلك في متحفها المقام على الحمام الروماني والذي يضم بدوره جملة من اللوحات الفسيفسائية والأواني الفخارية وغيرها من القطع التي تم الكشف عنها بالخصوص اثناء اشغال البناء التي يقوم بها عادة المواطنون والتي تشهد فيما بعد تدخلا محتشما من طرف وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية.
ويمكن القول ان مدينة لمطة لا تجد حظها كمدينة اثرية قائمة الذات في وسط الساحل ويعتبر حضورها في المسلك السياحي محتشما جدا كما ان اغلب اثارها مازالت مدفونة تحت الارض وقد علمت الشروق من مصادر مطلعة ان هناك اثارا عديدة تم تحديد اماكنها دون الكشف عنها كما ان بعض المواطنين اصبحوا ممنوعين من استغلال اراضيهم ا وبنائها وهو ما يطرح عدة اسئلة ويبقى من الاجدر على المسؤولين حسب رأينا ان يولوا الجانب الاثري لمدينة لمطة ما يستحقه من عناية وان يسارعوا باستخراج كنوزها الاثرية المطمورة وإبرازها للعموم وللأجانب كما يتوجب التنسيق بين المصالح المعنية بوزارة التربية والتعليم والسياحة وغيرها لجعل المدينة ومتحفها وقصرها قبلة للسياح والتلاميذ على غرار ما يحدث مع بقية المعالم الاثرية المنتصبة في مختلف انحاء الجمهورية وللإشارة فان السور الخارجي لمتحف لمطة الواقع بالطريق الرئيسية في حالة يرثى لها وهو مهدد بالسقوط وينتظر تدخلات عاجلة كما ان المجهودات التي تقوم بها بلدية المكان على مستوى اعطاء الطابع الخاص بالمدينة او ترميم معالمها والاعتناء بها يبقى منقوصا ما لم تدعمه المصالح الوطنية التي طال غيابها عن الجهة بأكملها.